حذر إيرومو إجبيجولي في تقرير للجارديان من تفاقم الوضع الإنساني بعد سيطرة قوات الدعم السريع (RSF) على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث تواجه عمليات الإغاثة خطر الانهيار، وسجلت المخيمات ارتفاعاً مذهلاً في معدلات سوء التغذية.
أزمة النزوح والمساعدات
استولى مقاتلو قوات الدعم السريع على الفاشر في 26 أكتوبر، لتصبح آخر مدينة رئيسية خارج سيطرتهم في دارفور الكبرى. أفادت تقارير ناجين وشهادات مصورة وصور فضائية بمقتل أكثر من 1,500 شخص في مجازر استهدفت عرقياً السكان مباشرة بعد السيطرة على المدينة.
ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن الوضع الإنساني في شمال دارفور قد تدهور خلال الأسابيع الأخيرة. وقالت المنظمة: "رغم تزايد الاحتياجات، فإن العمليات الإنسانية على حافة الانهيار. المستودعات شبه فارغة، والقوافل تواجه مخاطر كبيرة، وقيود الوصول تمنع إيصال المساعدات الكافية".
وصل نحو 90,000 شخص من الفاشر والقرى المجاورة إلى مخيمات مكتظة في تويلة، على بعد نحو 70 كيلومتراً، بعد رحلة محفوفة بالمخاطر دون طعام أو ماء أو رعاية طبية.
سوء التغذية وانعدام الرعاية
حذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن سوء التغذية في مخيمات النزوح بلغ مستويات مذهلة. أكثر من 70% من الأطفال دون سن الخامسة الذين وصلوا تويلة بين سقوط الفاشر وبداية نوفمبر يعانون من سوء تغذية حاد، وأكثر من ثلثهم من سوء تغذية حاد جداً. ولفتت المنظمة إلى أن حجم الأزمة الحقيقي قد يكون أكبر بكثير مما أُبلغ عنه.
حذرت منظمة الصحة العالمية من استمرار آلاف الأشخاص محاصرين في المدينة بلا طعام نظيف أو مياه أو رعاية صحية. وأفاد شهود أن شاحنات قوات الدعم السريع صبت النار على المدنيين ودستهم بسياراتهم، مستهدفة الشباب والمسنين والأطفال، فيما شهد آخرون مداهمات لمناطق سكنية وقتل العشرات في الشوارع.
انتهاكات خطيرة وجريمة الحرب
خاضت قوات الدعم السريع حرباً مع الجيش السوداني منذ أبريل 2023 بعد توتر بين الحلفاء السابقين الذين كان من المفترض أن يشرفوا على الانتقال الديمقراطي بعد انتفاضة 2019.
تواجه الإمارات العربية المتحدة، الداعم الرئيسي لقوات الدعم السريع، انتقادات لتزويدها الأسلحة والمرتزقة، رغم نفيها ذلك، مع وجود أدلة في تقارير الأمم المتحدة وغيرها.
تظهر الصور الفضائية وبرامج تصوير المقاتلين انتهاكات متعددة تشمل القتل والاختطاف والاغتصاب والنهب. وأكدت المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، آنا موتافاتي، أن الاغتصاب يُستخدم كأداة حرب ممنهجة، وتحولت أجساد النساء إلى مسرح للجريمة في السودان.
تستهدف الهجمات عادةً السود غير العرب، وهو ما يبرز استمرار النمط العرقي في المجازر. وأوضح مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن الهجمات تكشف تكلفة تقاعس المجتمع الدولي عن التحرك.
تجري المحكمة الجنائية الدولية تحقيقات لتحديد حجم الانتهاكات وجرائم الحرب المحتملة في الفاشر، بالاستناد إلى الصور الفضائية وشهادات الشهود والتقارير الميدانية.

